يتناول النص تراجع الحلم العربي بوحدة قومية، بدءًا من دولة واحدة إلى تعاون بالكاد يُرى، مروراً بمراحل متعددة من التكامل والاتحاد. ويُبرز الكاتب تناقضًا صارخًا بين الكرم المالي الخليجي السخي تجاه ترامب، والذي بلغ 2800 مليار دولار من ثلاث دول، وبين استمرار إسرائيل في قتل الفلسطينيين بدعم أمريكي. ويُشير إلى أن هذا الكرم يُعتبر من قبل البعض جزية، ومن قبل آخرين بوليصة تأمين على عروشهم. يُحلل الكاتب الوضع العربي الحالي بأنه زمن "الكيد" حيث تتآمر الدول بعضها ضد بعض، وتسعى لجذب دعم ترامب ضد أخواتها. ويصف المشهد بـ"الفرح الطفولي" الذي أبداه قادة الخليج تجاه ترامب، معتبراً ذلك دليلاً على ضعف السيادة العربية وهوانها. ويُختم النص بنقل قول لنزار قباني يصف العرب بـ"ملوك الطوائف" الذين يُقاتلون ويخونون في خنادقهم الخاصة، مُشيراً إلى حاجة العالم العربي لإعادة تعريف معاني السيادة والكرامة ونصرة الضعيف.
1يختلف فرويد وميد حول علامة ميلاد الحضارة. يرى فرويد أنها بدأت باستبدال العنف بالكلام والحوار، معتمدًا على العقل بدل الغريزة. أما ميد، فتعتبر أن شفاء إنسان مكسور الفخذ، بفضل رعاية الآخرين، هو المؤشر الحقيقي. فهذا يدل على التعاون والتضامن، وهما أساس بناء الحضارة. فالتنازل عن الأنانية والكراهية، ومد يد العون للآخر، هو السلوك الحضاري الأول الذي مهد الطريق لبناء المجتمعات والقوانين. رغم ذلك، لا تزال قيم التضامن والتعايش مهددة بالمصالح المتناقضة، والأطماع، والغلو الديني، والطبيعة البشرية الميالة للعنف، كما أشار هوبز.
1